سامية بتسلم عليك

أصــل الأيــام مــش هتــدور .. ومش هيـيـجـي عـليـا الــدور ..
أصل أنا ضامــن نفسي أوي .. هفضل طول عمــري قـــــوي ..
إيه يعني مات بإهمالي واحد .. ولا مية ولا حتى ألف ..
المهم إني (دكترة) وجامد .. مش مهم المرضى تخف ..
طول يومي ألهف من ده و دا .. مش فارقة حلال ولا حرام ..
ما هـي الدنيــا عايـــزة كـدا .. لازم أعمـل حســـاب الأيـــام ..
هبقى غني ومليونير .. حتى لو بأوجاع و دم الغير ..
أصـــل الحيــــاة فــــرص .. ولــو علــى الجــثــــث ..
وياللي واخداك الحمية .. وبتقول لي : مهنتك سامية ..
Take it easy ya man
سامية بتسلم عليك
،،،----------------،،،
وقت حضرتك ضيق أكيد، فهندخل في الموضوع على طول ..
خلينا ننتقل للمشهد (1)، وأبطالنا انهاردة اسمهم (دكتور) و (مريض) :

- قال (دكتور) في عجرفة وهو يخاطب (مريض) :
أنا آسف بس نظامنا كدة في المستشفى، اليوم بـ 10 آلاف جنيه، ده غير الأدوية والمستلزمات الطبية اللي هنطلبها، عشان مفيش عندنا أدوية ولا قطن ولا سرنجات ولا أدوات طبية، وكمان التحاليل عليك.

- هتف (مريض) متوسًلا :
طيب قل لي حضرتك أروح فين ؟، أرجوك ساعدني وانقذني.

- أجابه (دكتور) في تعجب متكبر :
وأنا مالي؟، دي حاجة ترجعلك، لو مش معاك فلوس روح مستشفى (...) أو  مستشفى (...).

- قال (مريض) في ألم :
سألت في كل المستشفيات ملقتش أماكن.

- ابتسم (دكتور) في ثقة قائًلا :
حتى لو لقيت أماكن أصًلا مكنتش هتلاقي المستوى الكويس، وإحنا هنا مستشفى خاص، يعني بنراعي ربنا في شغلنا وهتبقى معانا في إيد أمينة.

،--------------------------،

المشهد (2)

- أنا فين ؟ إيه اللي جابني هنا ؟
قالها (دكتور) مرتجفًا وهو ينظر يمنة ويسرة في ارتياع وفزع، فما كان يرى حوله إلا كيانات مظلمة غير معروفة له، ذات منظر مرعب، في أيديهم سلاسل غليظة، وينظرون إليه بأعين من نار في تهديد ووعيد.
تراجع (دكتور) من فرط الرعب، وهو يهتف من أعماق قلبه :
- يارب .. يارب
وفجأة تبدد الظلام، واختفت الكيانات الغريبة، وتغير المشهد، وظهر ما يشبه نور ساطع يغشي العيون رغم أنه من خلف حجاب، وسمع (دكتور) صوت عميق وقوي يقول :
{ آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ؟ }
الآن تقول يارب ؟
تزلزل قلب (دكتور) في وجل ورهبة، ووجد نفسه يجثو على ركبتيه غير قادر على الحراك أو الفرار، فقد أدرك أنه يقف الآن أمام الله عز وجل.

- سامحني يارب .. سامحني
هتف بها (دكتور) في تضرع وتوسل، ودموعه تغرق وجهه، وتحرق قلبه بلهيب الندم.

لم ينظر إليه الله، بل أمر الملائكة الكرام الذين كانوا يراقبون (دكتور) في الدنيا، ويسجلون كل صغيرة وكبيرة من أفعاله بفتح كتابه، ليقرأ كل ما فعل، وقال الله تعالى آمرًا :
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }
لم يستطع (دكتور) عصيان الأمر رغم عدم رغبته في قراءة كتابه وفضائحه،

ووجد نفسه يبدأ في القراءة باكيًا :
- يوم الثلاثاء التاسع من شهر رجب، الساعة 11 و 43 دقيقة و 6 ثوان مساءًا، دخلت على (مريض) في العناية المركزة، وقمت بالكشف الدوري عليه سريعًا دون تدقيق كبير، فهو شخص عادي من عامة الناس ولم يوصني أحد عليه، ولاحظت أن قناع الأكسجين ليس موصولاً بشكل سليم، لكني لم أهتم، فهذا عمل الممرضات، ويجب ألا يعتادوا مني على فعل شيء ليس من اختصاصي، فأنا طبيب كبير ويجب أن أحافظ على مكانتي وشخصيتي، وتركت الغرفة دون أن أنبههم لذلك أو أتصرف لإنقاذ (مريض)، وفي اليوم التالي علمت أنه مات مختنقًا، ولم أشعر بذرة من تأنيب الضمير أو التقصير تجاهه.
سالت دموعه أنهارًا وهو يكمل :
- يوم الجمعة الثاني عشر من شهر صفر، الساعة 5 و 23 دقيقة و 34 ثانية مساءًا، كنت في يوم إجازتي في النادي الرياضي، وأثناء اللعب وصلتني رسالة على هاتفي تخبرني أن علي الحضور بأقصى سرعة إلى المستشفى، لأنه هناك (مريض) في حالة خطرة وليس هناك أطباء متوفرين حاليًا لإسعافه، وأنا أقرب الناس إلى مكان المستشفى، فتكاسلت وقلت في نفسي : 
هو مبقاش فيه دكاترة غيري في البلد دي ؟ ما يموت ولا يغور المريض في 60 داهية، حرام أتمتع بحياتي شوية ؟. ثم ده يوم دكتور تاني غيري ومرحش الشغل، أنا أشيل غلطته ليه؟. وقمت بالرد على المستشفى قائًلا إنني مسافر لمؤتمر طبي حاليًا خارج المدينة، ولم أهتم بحال هذا المريض وأكملت اللعب، وعلمت بعد ذلك أن المريض ظل ينزف في المستشفى حتى مات.
صرخ من الندم على جرمه بينما يتصفح كتابه، وأكمل :
- يوم الأحد الرابع من شوال، الساعة 3 و 50 دقيقة و 7 ثوان، طلبت من (مريض) إجراء تحاليل قيمتها 3500 جنيه، بينما أعلم جيدًا أن حالته لا تستحق إجراء تلك التحاليل الباهظة الثمن وأنه على وشك الشفاء، وأعلم أن حالته المادية لا تسمح بذلك وأنه مديون من أجل العلاج، لكني لم أهتم لذلك، لأني متفق مع المعمل على إرسال المرضى إليه باستمرار سواء كان الأمر يستحق أم لا، حتى أحصل على عمولة مادية على كل مريض.
انهار تمامًا حتى لم يعد قادرًا على المواصلة، فأخذته ملائكة العذاب وهو يصرخ :
- يا ريتني عملت حساب اليوم ده، يا ليتنى قدمت لحياتي، يارب رجعنى الدنيا تاني، أرجوووك، والله هبقى إنسان كويس وأفيد الناس بالعلم اللي رزقتني بيه وأراعي ضميري فيهم، مش ههمل تاني في حياة مريض ولا أستغله ولا أقصر في شغلي، أقسم لك يارب، أقسم لك يارب، رب ارجعون.
أمر الله تعالى به أن يطرح في قبره ليعذب فيه إلى يوم القيامة، قائًلا :
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ. كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }.
لو رددت إلى الدنيا لرجعت إلى ما نهيتك عنه من جديد، إن قولي الحق، وما أنا بظلام للعبيد.
،---------------------،
المشهد (3)

في يوم من الأيام هتتبدل الأدوار، بعد ما كان المريض الضعيف تحت رحمة علمك وضميرك، هتبقى انت تحت رحمته، هتبقى تحت رحمته يوم القيامة ساعة الحساب، لو سامحك وعفا عنك ربنا هيغفر لك، لو مسامحش هتتعذب في النار والجحيم.

في يوم قريب أوي، يمكن بكرة أو بعد بكرة، الله أعلم عمرك هينتهى امتى، هتعرف إن كل الفلوس اللي جمعتها بإهمالك واستغلالك للمرضى واحتياجهم ليك، هي نفسها اللي هتحرقك، هتحرقك وانت بتشوفها في إيد اللي كانت مراتك واتجوزت بعدك واحد تاني وأخد عربيتك الفخمة، هتحرقك وانت شايفها في إيد ولادك بيشتروا بيها مخدرات عشان يشربوها في المصيف اللي اشتريته ليهم في الساحل، وانت مش قادر تعمل حاجة، لأنها فلوس حرام لازم هتتصرف في الحرام، هتحرقك لو ربنا مد في عمرك شوية وجالك مرض خطير خلاك تحت رحمة دكتور غيرك متعرفوش قبل كدة، وممرضين وممرضات مهملين، يسيبوك تموت بالبطيء زي ما عملت في غيرك بدون
رحمة.
متخليش تعودك على رؤية الدم و المرضى وهي بتموت بين ايديك كل يوم تقسي قلبك، متخليش الجانب المهني والعملي يطغى على مشاعرك الإنسانية، حاول توازن بين شغلك وبين الرحمة والفطرة اللي جواك، وفكر نفسك دايمًا إنك موجود على الأرض وربنا خلقك عشان تخدم المريض وتنقذ حياته، عشان تعبد ربنا بالعمل النبيل ده وتنفع البشرية وتصلح في الأرض وتكون سبب في عمارها، وفي نفس الوقت تاخد أجرك اللي يخليك تعيش حياة كريمة مستورة انت وأسرتك وأولادك، مش عشان تتحول لجزار بني آدمين بيشتغل في مستشفى زي السلخانة، وكل همه يجمع فلوس تكفيه 100 سنة وأكتر لو قدر، وناسي إنه مش هيعيش الـ 100 سنة دي.   
،---------------،
لا نتوقع منك أن تكون من الملائكة، ولكن نتوقع منك أن تكون إنسان حقيقي، يعلم الهدف والغاية من وجوده وعلمه الذي علمه الله تعالى له، إنسان رحيم رقيق القلب، لا ينظر في كل شيء إلى المال والمنصب وفقط، بل يرى الله عز وجل نصب عينيه في كل أفعاله، ويعلم أنه سوف يحاسب يومًا ما على كل صغيرة وكبيرة.  

يا كل طبيب، يا كل مدير مستشفى، يا كل مدير معمل تحاليل طبية، يا كل مدير شركة أدوية، يا كل صيدلي، يا كل ممرض أو ممرضة، يا كل من يتعامل مع المرضى أيًا كانت صفتك، إن كنت محسنًا متقنًا تتقي الله في المريض، فلك دعوات من القلب لا تعد ولا تحصى، وفقك الله، حفظك الله، رعاك الله، أثابك الله، ثبتك الله على الحق والتقوى، و زادك من رحمته وفضله كما ترحم المريض الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، والله سوف تجد نتيجة فعلك الطيب في الدنيا وفي الآخرة، فما وفقك الله تعالى للخير إلا لأنه يريد لك الخير والسعادة.

وإن كنت مهمًلا مستغًلا قاسيًا، فتب إلى الله تعالى، اندم على ما مضى، واحرص على ما هو آت، حتى لا تندم في يوم لا ينفعك فيه الندم، وتذكر كيف كنت جاهًلا من قبل وعلمك الله ما لم تكن تعلم، ليرى ماذا سوف تفعل بهذا العلم و الرزق الذي رزقك به، فاقرأ في السطور التالية ما ينبغي عليك عمله، وخذ به وطبقه في حياتك بقدر المستطاع، فهو دليلك لنيل رضا الله ومغفرته وثوابه في الدنيا وفي الآخرة، وتجنب سخطه وعقابه : 


الدليل الأخلاقي لأصحاب المهن الطبية
1 – عدم الإهمال في العمل، ومداواة المريض مادمت قادرًا دون تأخير.
2 – عدم تعلية أسعار الخدمات الطبية فوق القدر المعقول لاستغلال احتياج الناس للعلاج.
3 – التسامح مع الحالات الحرجة التي لا يمكنها سداد المبالغ الكبيرة، ولا نقول هنا أن يكون العلاج بالمجان، بل يجب تسهيل الأمر عليهم قدر المستطاع، بتقسيط المبالغ كمثال، أو تخفيضها حال المقدرة، وعدم تحميلهم فوق طاقتهم بينما يمكن لك التيسير عليهم.
4 – حسن التعامل مع المريض ومع أهله، لا تحقره ولا تزجره، و راع شعور أهله الذين يريدون منك كلمة طيبة تطمئنهم، فيجب عليك تقدير ذلك والترفق بهم.
5 – لا تحرم الناس من الدواء إن كنت مدير شركة أدوية، حتى (تعطش) السوق ويلجأ المريض للسوق السوداء ليشتري الدواء بأثمان غالية.
6 – تحديد سعر الكشف في العيادة الطبية بسعر مناسب يقدر عليه المريض محدود الدخل، فأنت لست طبيب في خدمة الأغنياء فقط، وعلمك يجب أن يكون للفقير قبل الغني.
7 – تحديد يوم في الأسبوع لعلاج الحالات معدومة الدخل تطوعًا ابتغاء رضا الله، أو استقبال ولو حالة واحدة يوميًا مجانًا من الفقراء، فلن يضرك ذلك أو يأخذ من وقتك.
8 – الستر على المرضى وعدم تصويرهم والتسلية بأخذ (السيلفي) معهم وهم مخدرين في العمليات، فهل ترضاها لنفسك ؟، أو لأبيك أو لأمك ؟.
9 – تخفيض سعر التحاليل والأشعات الطبية بقدر الإمكان، ومادام لا يستغنى عنها أحد في تشخيص الأمراض، فلن يتوقف رزقك، لذا أحسن إلى الناس حتى يحسن الله إليك، ولا تبالغ في الأسعار والأرباح.
10 – إن كنت مدير مستشفى، احرص على تعيين الكفاءات الطبية ذات الخبرة الجيدة والضمير المهني، ولا تحاول توظيف أصحاب الخبرة المتدنية أو الطلبة من أجل تخفيض النفقات على المرتبات والاستفادة من الأرباح، فأنت بذلك تقتل المرضى عن عمد.
11 – لا تضجر عندما يطلبك أحد أقاربك لعلاجه، وتتأخر عليه وتبخل بعلمك عليه لأنه سوف يكون مجانًا، ولا تجعله في آخر قائمة أولوياتك، فمن أعطاك هذا العلم هو الله عز وجل، وهو قادر على أخذه منك بإمراضك فجأة أو بتوفيك أو حتى بحادث يفقدك الحركة، فكر في ذلك جيدًا قبلما تبخل على غيرك بالعلم، حفظك الله ورعاك.
12 – اتقن عملك وكن على اطلاع دائم في مجالك.
13 – احرص على التعقيم الجيد قبل التعامل مع المرضى، وكذلك بعد التعامل معهم، من أجل وقايتهم ووقاية نفسك والآخرين من أي عدوى، وذلك بشكل عام، وخاصة في مجال طب الأسنان.
14 – إن كنت تعمل في مناخ غير متلائم مع مبادئك، وتتلقى أوامر من مدرائك عكس ضميرك، فلا تستمر في العمل معهم، فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وسوف تجد من يقدر قيمة عملك وإتقانك في مكان آخر.
15 – لا تتستر على أخطاء أو إهمال طبيب أو ممرض، فمجال الطب لا يحتمل أدنى خطأ، اعمل على أخذ الدليل المناسب وقدمه على الفور للجهات المعنية، وإلا فسوف تكون مسئوًلا أمام الله تعالى عن المريض الذي أصابه الضرر أو مات نتيجة الخطأ أو الإهمال.
16 – لا تكتم علمك بفوائد الغذاء الطبيعي عن المرضى، من أجل أن يشتروا الأدوية وتربح أنت، فأحيانًا يمكن علاج بعض الأمراض بالاستمرار على العلاجات القرآنية و النبوية المعروفة دون تناول أي دواء، وأنت أعلم الناس بذلك.
17 – لا تصعب الإجراءات الإدارية على راغبي العلاج، وقدم لهم كل التسهيلات المتاحة دون محاولة أخذ رشوة لإنهاء أوراقهم.
18 – اعطف على المريض واشعر بألمه، وعامل كل مريض كما تعامل أي شخص من أهلك في هذا الموقف لا قدر الله.
19 – لا تستخدم الأدوات الطبية المستعملة مسبقًا مرة أخرى، مثل السرنجات وغيرها.
20 – اتق الله واجعله نصب عينيك في كل تعاملاتك وأفعالك، وتواضع ولا تتكبر بعلمك في مجال الطب، فالمرض بيد الله، والشفاء كذلك بيد الله، وما أنت إلا وسيلة وسبب لا أكثر، وأنت مسئول عن هذا العلم ماذا عملت فيه.
،-----------------،

كلمة أخيرة
لم ولن يقل لك أحد أن تقدم خدماتك بالمجان، أو يحرم عليك أحد أن تسعى للربح، فأنت من البشر ولك عائلة وأبناء تريد الإنفاق عليهم وتأمين مستقبلهم في ظل الغلاء شبه اليومي، وتسعى مثل الجميع للحياة الكريمة اللائقة بك، وهذا ليس بحرام، ومن يحرم عليك المال والربح مقابل وقتك وجهدك بحجة أن مهنتك سامية، لك كل الحق في أن تقول له : سامية بتسلم عليك، ولكن الحرام أن تستغل الناس وتشق عليهم، الحرام أن تخدع المرضى، الحرام أن تهمل في علاجهم، الحرام أن تقدم علمك وضميرك في
الطب للأغنياء فقط وأصحاب المناصب العليا، وتهمل المريض الفقير المسكين ولا تعالجه بنفس المستوى والإخلاص، الحرام أن تأخذ في زيارة منزلية لا تستغرق ربع الساعة 500 جنيه أو 1000 جنيه، أو في كشف خلال خمس دقائق في عيادتك 300  جنيه، بينما أنت سوف تحيا الحياة الكريمة إذا أخذت من كل مريض – كمثال – 100 جنيه أو 150 جنيه، فلن تموت جوعًا أو يتشرد أطفالك إذا كان دخلك اليومي ألف جنيه مثًلا، بينما حياة إنسان قد تتوقف على تشخيصك السليم لمرضه، وقد لا يملك هذا المبلغ
الذي تشترطه أنت حتى تكشف عليه.
وقس على ذلك مع كل أصحاب المهن الطبية المختلفة، مثل شركات الأدوية ومعامل ومراكز التحاليل والأشعة، والمستشفيات الخاصة، وغيرها.
فلماذا إقامة يوم في مستشفى خاص تصل إلى 8 آلاف جنيه وأكثر، بينما يمكن أن تكون أقل من ذلك؟، ورغم تلك المبالغ الباهظة يموت المريض من الإهمال في النهاية، أو عن عمد، أو إذا كان حسن الحظ سوف ينجو بحياته، ولكن بأمراض أخرى أخطر من التي دخل بها المستشفى.
وكما قلنا فالأمر ليس متعلقًا بالمال فقط، ولكن كذلك بالضمير وتقوى الله في التعامل مع المريض، والحلال بين والحرام بين، فقط راجع نفسك وانظر لعملك هل يرضي الله تعالى أم لا، وبعدها افعل ما شئت، فكما تدين تدان. 
،،،--------------------------،،،

مادمت قرأت هذا الكتيب أو هذه الرسالة، فمازالت الفرصة أمامك، عد إلى ربك الآن باختيارك قبل أن تعود إليه مضطرًا مجبرًا بعد مماتك، تخلص من كل الذنوب التي فعلتها في غفلة من ضميرك المهني، وغفلة من إيمانك بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وغفلة من إنسانيتك.

وأخيرًا .. تحية من القلب لكل صاحب مهنة طبية مازال حي الضمير، يراعي الله تعالى في كل أقواله وأفعاله، ويتقي الله في تعاملاته كافة، سواء مع المرضى أو مع زملاء المهنة وكل الناس.

                           ،،،---------------------------،،،

ساهم في نشر هذا الكتيب أو هذا الموضوع بقدر إمكانك، وساهم في إصلاح الضمائر وعودة الروح والفطرة لنا من جديد، ساهم في إنقاذ روح بريئة، وتوبة نفس مذنبة، وشفاء مريض ضعيف، وساعد على الخير والمعروف بين الناس.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
شارك على مواقع التواصل الاجتماعي - شارك على موقع الويب الخاص بك - شارك في مدونتك.

www.islamicpsd.blogspot.com
facebook/Islamicpsd

0 التـعـلــيــقــات

إرسال تعليق